مواضيع مهمة

بحور المعرفة

رؤية ورساله

ملف أنجاز

الاثنين، 2 فبراير 2015

الطب النبوي وفوضى التداوي !!

الطب النبوي وفوضى التداوي !!







إن الحفاظ على النفس من الضرورات الخمس التي حكم بها الدين الإسلامي ومن هنا أرشد شرعنا الحنيف إلى التداوي والعلاج ، وقرر أن هذا من جملة الأخذ بالأسباب ولا منافاة بينها وبين التوكل ، بل إن سيد الورى محمداً صلى الله عليه وسلم قد وصف عدداً من الوصفات الطبية والعلاجية والأدوية لعددٍ من أصحابه في جملة من المواقف كما ورد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَخِي اسْتَطْلَقَ بَطْنُهُ، فَقَالَ: «اسْقِهِ عَسَلًا» فَسَقَاهُ فَقَالَ: إِنِّي سَقَيْتُهُ فَلَمْ يَزِدْهُ إِلَّا اسْتِطْلاَقًا، فَقَالَ: «صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ»، وقد أثبت العلم الطبي الحديث بأجهزته التقنية العالية الإعجاز العلمي في الطب النبوي الذي كان يصفه المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا غرابة في ذلك فهو رسول رب العالمين الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى .
ولكن مما ينبغي أن يتنبه له وأن يعيه المطلع على تلك النصوص التي وردت أن يحذر من أن يتكلم فيها بغير علم إذ قد يزل فيها وينسبها من سمع منه للدين والسنة بل الواجب أن يقرر هذه المسائل من علِمها ومارسها ، ذلك لأنها متعلقة بأرواح الناس كما أنها أيضاً تتعلق باعتقاد الناس في النصوص الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، واعلم أن المرض الواحد يختلف علاجه باختلاف العوامل المحيطة ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصف الدواء بحسب ما يشاهده من حال المريض ومثال ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كوى سعد بن معاذ لما خاف عليه النزف ، ونهى عمران بن حصين عن الكي لخطورة موضع جرحه ، لذلك ينبغي على من يمارس هذه المهنة أن يكون عالماً بأصولها مطلعاً على مكنونها ، كما أنه ينبغي على المتلقي والمتطبب أن يأخذ الوصفات من أهل المعرفة والدراية ، وحرصاً من الإسلام على أرواح الناس منع من لم يكن من أهل هذا الفن من ممارسته وإن مارسه من لا علم له فهو ضامن كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ تَطَبَّبَ، وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ، فَهُوَ ضَامِنٌ»
 والمتأمل في النصوص الواردة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، يرى فيها حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته وما ينفعها في أبدانها وذلك في حثه وتعليم أمته أن الصحة أمرها عظيم وأنها من أجل نعم الله عليهم فينبغي المحافظة عليها ، كما أنه أرشد أمته في عدة أحاديث إلى الوقاية من الأمراض قبل حدوثها والابتعاد عما يسببها وهو ما يسمى (( الطب الوقائي )) كما في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ – أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ، فَلَمَّا كَانَ بِسَرْغَ بَلَغَهُ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّأْمِ – فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ» ووصف العلاجات الحسية والمعنوية ( الرقى والتعويذات ) ، واعلم أن انتفاعك بذلك يكون بحسب قوة اعتقادك ويقينك .
وفي الختام ينبغي على المرء أن يأخذ بكل مافيه له منفعة ويبتعد عما فيه مضرة وفي ما دلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الخير والنفع فخذوا به واعملوا به ودلّوا عليه من طلبه ، ولكن ..
ينبغي الحذر ممن ظهروا في هذا الزمن ممن تقمصوا قميص الطب الشعبي والنبوي أو تقمصوا قميص الرقى الشرعية وليس لهم في ذلك لاناقة ولاجمل ولا غرض لهم فيها إلا المتاجرة بأرواح الناس وحياتهم فينبغي الحذر منهم خصوصاً أنه لا علم لهم فيما يخوضون فيه
والحمد لله في البدء والختام .
عبد الحميد المحضار


إرسال تعليق

 
copyright © 2013 التربية الاسرية والصحية
GooPlz Blogger Template Download. Powered byBlogger blogger templates